مفهوم الصورة الذهنية في العلاقات العامة
Abstract
يحظى مفهوم الصورة الذهنية Image بحضور واسع في حقول معرفية عدة وهو ما جعل منه مفهوما متعدد الخطابات على وفق الحقل المعرفي الذي ينطلق منه ويستعمله. وعلى الرغم من توارد استعمال المفهوم في الدراسات الاتصالية منذ عشرينيات القرن المنصرم غير إن ذلك لم يمنع من تداخله مع مفاهيم محايثة او قريبة منه كما هو الحل مع الصورة النمطية Stereotype وهو ما يكشف عنه أي مسح أولي للمفهومين في الدراسات والعلوم الإنسانية والاتصالية وهو ما انعكس في الدراسات العربية ليس على صعيد الاستعمال حسب وإنما على صعيد ترجمة مصطلحي المفهومين أي الصورة والصورة النمطية .
إن لاستعمال مفهوم الصورة الذهنية في العلاقات العامة أثرا خاصا ويكاد لا يخلو أي ذكر لأهداف العلاقات العامة من غير أن يذكر هدف بناء صورة ذهنية ايجابية للمؤسسة " أيا كان نوع تلك المؤسسة وإمكانياتها وحجمها ووظائفها " أو هدفها الرئيس او في أعلى سلم أهدافها .
وهو هدف تبذل أجهزة العلاقات الكثير من الجهود المتواصلة لتحقيقه والحفاظ على المتحقق منه. لذا فهي في حراك مستمر لتنفيذ أنشطة اتصالية متنوعة تتيح لها تقديم صورة المؤسسة للجمهور بالشكل الذي تخطط له وترمي إليه .
وتتفق الآراء على أن تقديم صورة ايجابية عن المؤسسة عبر وسائل الاتصال والأساليب الترويجية والدعائية أمر لا فائدة منه او منفعة من غير وجود حقيقي لما يروج له ومن ثم فان هناك أخلاقيات يجب الالتزام بها وعدم تناسيها في خضم العمل للترويج لصورة المؤسسة تتعلق بالإخبار الصادق وعدم تزييف الحقائق المتعلقة بالمؤسسة أمام الجمهور الهدف. فصورة المؤسسة ليست حكرا على منتجها بقدر ما هي رموز وعلامات تنتج معاني تتراكم بالتجربة على مدى سنوات من العلاقة المباشرة او غير المباشرة بين الجمهور والمؤسسة وتظهر تلك المعاني في ذهن المرء حالما ترد أية علامة تشير إلى المؤسسة .
ويعمل القائمون على أجهزة العلاقات العامة على خلق الأحداث بقالب مغر يجتذب وسائل الإعلام ويجعل المؤسسة في أجندة وسائل الإعلام ومن ثم أمام أنظار الجمهور الهدف او المستهدف وأسماعه. وتقوم آلية التكرار بعملها ضمن كونشرتو الأساليب المستعملة لبناء صورة المؤسسة وترسيخها في أذهان الجمهور . فلكل مؤسسة أكثر من صورة تتراوح بين تصورها عن ذاتها وصورتها التي هي عليها فعلا وصولا إلى ما ترغب به وتطمح إليه.
Metrics