العالم الثالث تغير في المفهوم وثبات في الخصائص والسمات

Abstract

عرفت دول العالم الثالث بأنها الدول التي لم تستفد من ثورة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الصناعية ومن هنا نجد بعض السمات والخصائص المشتركة بين هذه الدول والتي لاتزال قائمة رغم إن هذه الدول لم تكن طيلة التاريخ متخلفة، فلقد شهدت عصور زاهرة فيما مضى ولها حضارات لعبت دورا حيويا في التقدم العالمي، وان فهم ومعرفة أسباب التراجع والتخلف يلزمه دراسة تاريخية ونظريه لتلك السمات ومعرفة تأثير الاحتلال الأجنبي في تأخر هذه الدول، ودراسة أوضاعها الداخلية، لان ظواهر التخلف والتراجع وضعف وغياب التنمية وعدم جدواها 000ألخ هي ظواهر مركبة وكلية وشاملة تطال جميع جوانب البناء فيها 0
و في ظل التطورات الحديثة التي صاحبت اقتصاديات بعض الدول المنسبة إلى العالم الثالث صعودا أو هبوطا خلال العقود الأخيرة تمكنت بعض الدول في العالم الثالث من تعديل أو تغير أوضاعها الاقتصادية والسياسية الأمر الذي أدى إلى ظهور مجموعتين متميزتين على الساحة العالمية، الأولى مجموعة التصنيع الحديث وهي الدول التي لها اقتصاديات متطورة عن العالم الثالث لكنها لم تصل إلى مستوى الدول المتقدمة في العالم الأول ويعبر عنها بالدول ذات التصنيع الحديث وهي تضم حاليا دول عديدة مثل الهند والنمور الأسيوية وتركيا والمكسيك وجنوب إفريقيا وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، والثانية مجموعة الدول الأقل نموا وهي تلك الدول التي تظهر مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية بأنها الأقل مقارنة وبالقياس مع دول الأمم المتحدة الأخرى بما في ذلك دول العالم الثالث ـ بمعنى أنها 0الدول الأقل نموا واعتبرت بالتالي دول من العالم الجديد ـ الرابع 0
كل ذلك دفعنا إلى إن نتلمس حقيقة هذه السمات والخصائص المميزة لدول العالم الثالث وكيف استطاعت بعض الدول فيها من بناء وتجاوز السلبيات والمعوقات التي ظهرت في تلك السمات، والخروج بتجربة استطاعت بموجبها إحداث تقدم ملحوظ في الجوانب الاقتصادية والسياسية والتنموية 0