جبرية التطرف والعنف في ضوء التحليل الفلسفي والسيكولوجي

Abstract

التطرُّف علاقة وليس حالة استبطانية فحسب، لا يتجلى إلا عبر علاقة بآخر، إنّه حالة استبطان مرضي موجّه نحو الآخر (الداخلي أو الخارجي). فلا يمكن أن نعرِّف المتطرِّف ونحدد خصائصه وسماته إلا من خلال انشباكه بعلاقة اجتماعية بآخر، أو بموقف من الآخر. فالعلاقة الاجتماعية والموقف هما النافذتان اللتان نعيِّن من خلالهما المتطرِّف. تستلزم كلمة ((التطرُّف)) وجود الموقف الوسط (العقلاني). فالشخص المتطرِّف هو كذلك بالقياس إلى حالة نموذجية معيارية، يطلق عليها، في أغلب الأحيان، العقلانية أو الموقف العقلاني، وهو موقف يتسامح مع الرأي الآخر، والتسامح يعني، في شكله المعرفي، السلوك حيال الآخر وفقاً لمنطق الاحتمال والترجيح مقابل منطق القطع والحسم الذي يشكل البعد المعرفي للتطرّف. إذن يرتبط التطرُّف، على المستوى المعرفي، بمنطق القطع والحسم، والحذف والاستبعاد، وينعكس هذا الموقف المعرفي على المستوى السلوكي في شكل صراع مميت يسعى إلى إبادة المختلف وإلغاء الاختلاف.