ظهـور الاتجـاه الإصلاحي فــي الصين في المدة 1885 –1895
Abstract
طالما نظر الصينيون الى منحاهم الفكري على انه ذروة التفكير البشري، وان ثقافتهم أرقى ثقافة في الوجود، بل لعلها الوحيدة ، وان إمبراطورهم هو ابن السماء ، وما الشعوب الأخرى – بما فيها الدول الغربية – سوى (همج متبربرين) الاجدر بهم الاعتراف بسيادة ابن السماء عليهم ، ولكن بعد انفتاح الصين على العالم الخارجي بعد عزلة استمرت لأكثر من قرنين اثر سلسلة من الحروب التي شنتها عليها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ، وألحقت بها الهزائم المتتالية وأجبرتها على توقيع سلسلة معاهدات غير متكافئة ، انتقصت فيها من سيادة إمبراطورية الوسط – الصين – وأرغمتها على فتح أبوابها عنوةً للتجارة والتبشير والتبادل الدبلوماسي . بعد كل ذلك هل بقي الصينيون على ذلك التسامي والاعتزاز بمنحاهم التفكيري، ولاسيما بعد فشلهم في مواجهة تلك التحديات ؟ وهل تأثروا بحضارة تلك الدول التي اجبروا على الاحتكاك بها ؟ وهل وجدوا بالحضارة الغربية حلاً لمشاكل الصين ؟ واذا كان كذلك فهل انسلخوا عن الحضارة الصينية ام انهم جعلوها الأساس في الاصلاح ؟ … هذا ما حاولنا الإجابة عنه في هذه الصفحات التي تناولت جزءاً مهماً من تاريخ الصين الحديث الذي لم يحظ بعناية كافية من قبل باحثينا ، على الرغم من انه بحاجة لمزيد من البحث والتقصي عن الحقائق لسد جزء من الفراغ الذي تعاني منه مكتباتنا خاصة والمكتبات العربية عامة، معتمدين في ذلك على عدد من المصادر الوثائقية العربية والصينية المعربة والفرنسية والإنكليزية التي اعتمدت بشكل مباشر على الوثائق الصينية التي كتبها مسؤولون صينيون في دوائر الدولة ، والمذكرات التي رفعها سفراء تلك الدول في بكين الى حكوماتهم فضلاً عن كتابات المبشرين والرحالة التي غطت جزءاً مهماً من تاريخ الصين الحديث .أولاً- دواعي التوجه نحو الاصلاح الدستوري :Metrics